alexametrics
آخر الأخبار

وداعا، جوزيف جلبار نقاش

مدّة القراءة : 1 دقيقة
وداعا، جوزيف جلبار نقاش

 

"حوّلتني الكتابة من سجين الى انسان."
-جلبار نقاش، تقديم رواية كريستال.

غادرنا اليوم 26 ديسمبر 2020 المناضل اليساري والحقوقي والكاتب الكبير جوزيف جلبار نقاش، متأثرا بوعكة صحية، وفق ما أعلنت عائلته. توفي الفقيد عن سن 81 عاما، وهو مناضل تونسي نشط في صفوف حركة افاق (بريسبكتيف) اليسارية في الستينات.
في 16 سبتمبر 1968 وبعد أن طاردهُ بوليس الحبيب بورقيبة في الجامعة لنشاطه السياسي، حكم عليه بـ14 سنة قضّى منها عشرا في زنزانة قمئة حيث تعرض لشتى أنواع التعذيب النفسيّ والجسدي. في السجن، و على أغلفة علب سيجارة لعلامة كريستال التونسية كتب الشاب اليساري روايته الأولى، كريستال، وكانت أولى مؤلفات أدب السجون في تونس.
قضّى نقاش عقودا في منفاه في فرنسا محاصرا من قبل نظام بوقيبة ثم من قبل نظام بن علي، وعاد لتونس بعد الثورة في 2011. كان الفقيد أول شاهد في جلسات استماع هيئة الحقيقة والكرامة.

 

مقطع من رواية "كريستال"

"كنت أشعر، من ناحية أخرى، بأن قدميّ لم تعودا قادرتين على حملي، وبفراغ فظيع في رأسي، وكان ينتابني شعور بالعجز ... هذا كلّ شيء، هم يستطيعون أن يفعلوا بنا ما شاؤوا، أن يخلوا سبيلنا، أو أن يُدخلونا السجن إن أرادوا! اللعنة! اللعنة! 14 سنة سجنا يا صاحبي.
لقد مرّت علينا حتّى الآن ثلاث سنوات، كانت معظم أيامها كئيبة.
تَعيش في عزلة، دون كُتب، تُشاهد أشعة الشمس تتسلّل عبر النافذة المرتفعة جدا وهي تسلك مسارها، فتقع أولا على حصير الحلفاء المُلقى على الأرض والذي تُطلق عليه في السجن تسمية "بيّاص"، ثمّ على الصّندوق الكرتونيّ الذي يَحوي المؤونة، لتصلَ الجدار المقابل والباب – وهذا هو موعد وصول الحراس بعد الظهر- وتَتسلّق أشعة الشمس الجدار وتضيق رقعتها لتأخذ شكل مستطيل صغير ثمّ تتلاشى. تُشاهد أحيانا حُبيْبات الغبار تتراقص في شعاع الشمس. ومن المدهش، أنّكَ تستعيد ردود فعل الطفل الذي كُنته، فالغبار منتشر في كل مكان من الغرفة، وأنت تتنفّسه باستمرار، ولكنّك لا تراه إلاّ عندما يمرّ عبر الأشعّة التي تتسلّل عبر النافذة. تلهو لبضع دقائق أو لبضع ساعات، بتوجيه دخان سيقارتك نحو شعاع الشمس، والنظر إلى الدوّامات التي يُحدثها وتسعى إلى فكّ تلك الأشكال، ومحاولة خلق أشكال أخرى...
بلغنا أن قرار سحب العفو قد نُشر على الصفحات الأولى من الجرائد، إلى جانب أخبار حول التتبّعات القضائيّة التي عقبت "التظاهر في الطريق العام" يوم 19 أفريل. وكان الربط بين الخبرين بديهيّا بالنسبة لنا: لقد أرادوا أن يُظهروا أنّهم يتصرّفون بحزم فكنّا نحن الدليل والضحيّة.
وبعد خمسة عشر يوما، كنا في برج الرومي".

 



 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter